من الحلول البديلة لتسوية المنازعات تعلم الوساطة وهذا الفن يتطلب مهارات وأساليب خاصة، ويمكن البدء في تعلمها من خلال الخطوات الأولى التالية:
1- البحث والاطلاع على المصادر المتاحة: يمكن البحث عن المصادر المتاحة عن الوساطة، ومنها الكتب والمقالات والدورات التدريبية والندوات وورش العمل كالتي يقدمها المركز السعودي للتحكيم التجاري.
2- التحدث مع المتخصصين: فالتحدث مع الخبراء والمتخصصين في مجال الوساطة للحصول على المشورة والنصائح تنمّي وتقوّي هذه المهارة.
3- التدرب على الوساطة: يمكن البدء في التدرب على الوساطة من خلال العمل على حل النزاعات البسيطة في الحياة اليومية، ومن ثم الانتقال إلى النزاعات الأكثر تعقيداً.
4- الحصول على الشهادات: فالحصول على الشهادات المعتمدة في مجال الوساطة، والتي تؤهل الفرد لممارسة الوساطة بشكل رسمي ميزة ينبغي أن يستحضرها من رغب بدخول هذا المسار.
ولابد أن نعرف أن تعلم الوساطة يتطلب الصبر والتفاني، ويمكن أن يستغرق هذا وقتاً طويلاً قبل أن يتمكن المختص من تطبيق المهارات والتقنيات اللازمة للوساطة بنجاح.
5- التركيز على المصالح المشتركة: وهذه النقطة هي محل انطلاق الوساطة الناجحة فيجب أن يتم التركيز على المصالح المشتركة بين الأطراف المتنازعة، والعمل على إيجاد حلول ترضي الجميع، فالوسيط المتميز يطرح حلولاً.
6- الاستماع بعناية: ينبغي على الوسيط الاستماع بعناية لجميع الأطراف المتنازعة وفهم مواقفهم بشكل جيد.
7- المحافظة على الحيادية: كذلك مما يجب أن ينمّيه الوسيط لديه هو أن يظل الوسيط حيادياً وغير متحيز لأي جانب، ويجب عليه أن يتجنب الانحياز لأي طرف.
8- الاحترام والتعاون: يجب على الوسيط أن يحترم جميع الأطراف المتنازعة ويعمل على تشجيع التعاون بينهم.
9- البحث عن الحلول الإيجابية: من أساس عمل الوسيط البحث عن الحلول الإيجابية والمتوازنة التي ترضي جميع الأطراف المتنازعة.
10- التدرب على المهارات اللازمة: التطوير والتدريب أمر مهم فينبغي على الوسيط المتميز التدرب على المهارات اللازمة للوساطة، مثل المهارات الاجتماعية والاتصالية والتفكير النقدي.
والوساطة ليست محكورة في النزاعات التجارية فحسب بل يمكن أن يساعد تعلم الوساطة في العديد من المجالات، مثل العمل والأسرة والمجتمع، ويمكن أن يحدث تأثيراً إيجابياً في الحياة الشخصية والمهنية، كما أنه يساهم في بناء مجتمعات سلمية ومتعاونة، فيمكن حل العديد من النزاعات، مثل النزاعات العائلية والزوجية والجيران والتجارية والقانونية وغيرها بالوساطة، فهي تساعد في إيجاد حلول متوازنة وعادلة للجميع، ومن أهم الصفات في الوسيط أن يتمتع ببعض الصفات الأساسية لضمان نجاح عملية الوساطة، مثل الحيادية والصدق والصبر والتفاعل الجيد مع الأطراف المتنازعة، ويجب عليه أيضاً أن يتمتع بالمعرفة والخبرة اللازمة في مجال النزاع الذي يتم التوسط فيه قبل الدخول إليه وكل هذه المهارات تأتي مع الممارسة والاستمرار.
وفي النهاية، فإن الوساطة تعد أداة فعّالة ومهمة في حل النزاعات، وتساعد على بناء مجتمعات سلمية ومتعاونة، ويجب على من سلك هذا الفن العمل على تعزيز ثقافة الوساطة والتفاهم، وتشجيع استخدامها في حل النزاعات، والعمل على تطوير المهارات والخبرات اللازمة لممارسة الوساطة بفاعلية.
المحامي/ عوض العتيبي
المدير العام والمؤسس لشركة إقدام للمحاماة