(اللهم إني أعوذ بك من الكسل) بهذا كان يدعو نبينا -صلى الله عليه وسلم- فالعظماء يأنفون من الكسل ولا يرون له مدخلاً في مسيرهم، وهذه طبيعة النفس البشرية “السويّة”، فالكسل عدو لأي شخص يسعى لتحقيق النجاح في أي مجال، فكيف إذا كان في مجال مهنة المحاماة التي وتيرة العمل فيها متتابعة ومستمرة، فالعمل القانوني يتطلب الكثير من الجهد والتفاني لتحقيق النتائج المطلوبة للعملاء، ولذلك فإن الكسل سيؤدي بلا شك إلى تأخرٍ في المهام وعدم القدرة على تقديم الخدمات بشكل كامل وفعّال.
فالمحامي الكسول، تفوت عليه محطات العمل الجيدة والفرص الكثيرة لتطويرِ نفسه مهنياً وذهنياً، وقد يؤثر ذلك على سمعته المهنية “وهذه هي المصيبة!”، فالمحامي الكسول يمكن أن تتأثر علاقته مع العملاء، فالعملاء سيشعرون بالإحباط إذا كان المحامي لا يتحرك بسرعة كافية لحل قضاياهم ومتابعة مستمرة لها.
فيجب على المحامين العمل بجدية والتفاني في تقديم الخدمات القانونية المطلوبة، والتأكد من أنهم يعملون بكفاءة وفعالية. ويجب أيضًا الاهتمام بالتدريب والتطوير المستمر لتحسين مهاراتهم وتحسين كفاءاتهم في العمل. وعندما يعمل المحامي بجدية واجتهاد، فإنه يمكن له تحقيق النجاح المهني والشخصي، والحفاظ على سمعته المهنية وعلاقاته مع العملاء.
ومما ينبغي التنبيه عليه لمن وقع في شِراك هذه الصفة “السيئة” من المحامين فأصبحت لازمةً له هو القيام ببعض الخطوات التي تساعدهم على تجنب الكسل، كتحديد أهداف واضحة وواقعية وتخطيط الوقت بشكل جيد، وتنظيم مساحات العمل وتجنب التشتت والتشويش، وتطوير مهارات التواصل والتعامل مع العملاء بشكلٍ فعّال، والاستفادة من التقنية والأدوات الحديثة لتعزيز الإنتاجية وتحسين جودة العمل.
ويجب على المحامي أن يستحضر في ذهنه أن الكسل ليس فقط عدواً له بل هو عدو لأي شخص يسعى لتحقيق النجاح، فعلى الرغم من أن العمل القانوني من الأعمال التي قد يسودها أجواء الملل والتعب، إلا أنه ينبغي منه الاستمتاع بما يفعله وكسر الروتين المعتاد في يومه والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق النجاح وتقديم أفضل الخدمات لعملائه.
وأيضاً مما يعزز نفي الكسل عن المحامي الناجح المشاركة في المجتمع القانوني والتعرف على زملائه والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، وقراءة ومتابعة سير العظماء سواءً في مجال المحاماة أم في غيره ليعرف بشكل واضح أن هؤلاء الناجحين وصلوا لما وصلوا إليه بعد توفيق الله بنبذ الكسل والبعد عنه.
فالكسول مذموم، ممتلئٌ بالهموم، يرى غيره ينجح وهو له مشاهد، وعلى أريكته لأحلامه يطارد.
فمكانه ثابت لا يتغيّر، وعميله بما رأى من حالِهِ قد تحيّر.
وقد قيل:
الجدُّ في الجِدِّ والحرمانُ في الكسلِ ** فانصِب تُصِب عن قريبٍ غايةَ الأملِ
واصبر على كلِّ ما يأتي الزمانُ به ** صبرَ الحُسامِ بكفِّ الدّارِعِ البطَلِ
فاحذرِ الكسل فلن تنال شرفَ السيادة بين الناس ولا بين مجتمعك القانوني وعملاءك إذا كانت هذه سمتك وهذه طريقتك.
المحامي/ عوض العتيبي
المدير العام والمؤسس لشركة إقدام للمحاماة